صور.. «الفنية الصناعية المتقدمة»... حكاية مدرسة تتصدر قائمة الأوائل 

مدرسة السيوس الفنية الصناعية المتقدمة
مدرسة السيوس الفنية الصناعية المتقدمة

يتسابق أولياء الأمور كل عام للتقديم لأبنائهم بمدرسة السويس الفنية الصناعية المتقدمة، لما تميزت به من ارتفاع نسبة النجاح التي تصل 100% كل عام، وفرص العمل التي تتوفر لطلابها بعد التخرج، وكونها طريق أسهل للوصول الى احدى كليات القمة بسبب نظام الدراسة الذي يعتمد على المشروعات ما ينمي لدي الطالب التفكير العلمي والابتكار.

9 أوائل جمهورية

في كل عام تضم قائمة أوائل الجمهورية بالتعليم الفني طلاب من المدرسة، فضلا عن حجز المركز الأول بالتعليم الفني الصناعي المتقدم، وفي هذا العام التميز مختلفا، فالطالبة الأولى على الجمهورية في التعليم الفني الصناعي المتقدم نظام سنوات هي رانيا غريب ابنه المدرسة، بمجموع 97.9 %، يشاركها 8 أخرين زملائها بالمدرسة في قائمة العشر الأوائل.

كما حصدت المدرسة المركز الأول في نسبة النجاح بين المدارس التعليم المتقدم بنسبة 100% من بين 49 مدرسة على مستوى الجمهورية.

«بوابة أخبار اليوم» انتقلت للمدرسة للبحث عن سر التفوق واقبال الطلاب وأولياء أمورهم على الالتحاق بالمدرسة الأعلى في تنسيق الدرجات بين مدارس السويس بمجموع 265 درجة، بزيادة 55 درجة عن تنسيق التعليم الثانوي العام، فضلا عن تغيير النظرة الى التعليم الفني بالمحافظة.

استقبلنا المهندس خالد فهيم، مدير إدارة مدرسة السويس الفنية الصناعية المتقدمة، وبدأ حديثه عن أقسام المدرسة وهي هندسة سيارات، وتشكيل ولحام، وتشغيل مكني، وبتروكيماويات، وآلات ومعدات كهربائية، ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية وهو القسم الذي تخرجت فيه الطالبة رانيا الأول على الجمهورية.

وقال المهندس خالد فهيم، إن عدد الطلاب الذين تخرجوا في المدرسة هذا العام 511 طالب وطالبة، ويحمل كل منهم في عقله وبين يديه مهارات اكتسبها بالدراسة، تكفل له الحصول على فرصة عمل إذا أراد، بينما يلتحق الأغلبية بكليات الهندسة، بسبب مجموعهم المرتفع، وبلغ نسبتهم العام الماضي 66% فضلا عن التحاق 20 طالبا بجامعة النيل.

وأوضح أن طلاب المدرسة تدربوا على الإنتاج والعمل لوقت كافي، فطلاب التشكيل واللحام نفذوا أبواب حديدية وأثاث معدني لمصالح الحكومية في السويس، وبعض المدارس وذلك بإشراف ومساعدة المدرسين، دون الاستعانة بأي عامل أو فني من خارج المدرسة.

بينما عمل الطلاب بقسم هندسة السيارات على إنتاج وقود "بيوديزل" من زيت الطعام المستهلك، وأنتجت مجموعة طلاب بقسم التشغيل المكني مخرطة صغيرة يمكن حملها لأي مكان ما يوفر الوقت والجهد على الفنيين في عملهم.

أما قسم البتروكيماويات فصاحب النصيب الأكبر، ففي كل عام ينفذ الطلاب عدة مشروعات أخرها مشروع إعادة تدوير الزيوت وتحلية مياه البحر بأقل تكلفة، ومكافحة ورد النيل وتحويله إلى سماد وإنتاج غاز طبيعي عن طريق تحليله بطريقة معينه، فضلا عن إنتاج البيوديزل من الطحالب والاستفادة من مخلفاتها في نتاج سماد عالي الجودة.

مشروعات تخرج

ويكشف مدير إدارة المدرسة عن سر تفوق الطلابـ ويقول إنها المدرسة الفنية الوحيدة في مصر التي تعمل بنظام "ستيب"، وهو التعلم القائم على نظام المشروعات، فالدراسة ليست منهج نظري فقط، وإنما يتم تطبيق ما يدرسه الطلاب كل عام في مشروع تخرج، وتنقسم الفرقة بكل قسم إلى مجموعات كل منها يضم من 5 إلى 7 طلاب، ويلتزمون بتقديم مشروع تخرج كل عام، مثل المتبع في بكلية الهندسة.

وأشار المهندس" فهيم" إلى أن ذلك النظام خلق روح التنافس في العلم بين الطلاب والطالبات، وأصبح الطالب هو محور العملية التعليمة، ويبحث عن المعلومة، في الكتاب المدرسي، ويضيف إليه ما يقرأه من أبحاث منشورة على مواقع الجامعات ويتابع التطور في مجال دراسته.

وأكد أن الدراسة لا تعتمد مطلقا على التلقين أو الحفظ، بل بمشاركة الطالب في المشروعات من خلال الجماعات الصغيرة، فيصبح منتجا ويطور موهبته ويثقل مهارته ويضع كل ما تعلمه في المشروع.

واستطرد مدير المدرسة، أن مشروعات الطلاب وتفوقهم الدراسي، أدى إلى تكوين شراكات مع مؤسسات المجتمع المدني وبعض رجال الأعمال بالسويس، الذين تبنوا بعض مشروعات الطلاب وحفظوا لهم أماكن بعد التخرج في المدرسة.

ولفت مدير المدرسة، أنه قبل 6 سنوات أطلق مبادرة بعنوان "شباب بتحب مصر"، داخل المدرسة، وخرج الطلاب خلال فترة الصيف إلى شوارع المدينة يدهنوا الأرصفة ويرقموا العمارات السكنية، مع حملة تجميل موسعة بمحيط المدرسة، ووجد الطلاب ترحاب من رئيس الحي والقيادات التنفيذية تشجيع على عملهم، بجانب ذلك يتولى الطلاب تجميل مدرستهم كل عام، ودهان الواجهات والأسوار، وتنظيف المدرسة، باعتبارها بيتهم، وذلك في سبيل تنمية المواطن وبما يخدم الصالح العام.

مسابقات عالمية  

قبل خمس سنوات بدأت المدرسة الفنية الصناعية المتقدمة، في المشاركة بمسابقات عالمية للبحث العلمي والروبوت، وتمثيل مصر بما حققه الطلاب من مشروعات وابتكارات في مختلف المجالات، وبلغ عدد المسابقات التي شارك فيها طلاب المدرسة 64 مسابقة في مختلف دول العالم.

وأشاد فهيم بمشاركة طلاب في مسابقة "انتل آيسيف" والخاصة بمجال البحث العملي وتقام على مستوى الجمهورية كل عام، وبعد التصفيات يتم اختيار أفضل 10 مشروعات وتصعيدهم في المسابقة العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار إلى أن التصفيات بين المشاركين في إقليم القناة والدلتا كانت تقام في الإسماعيلية، وقبل 5 أعوام كان هناك 12 فريق فقط من المدرسة، وتضاعف عدد الفرق حتى وصلت 80 فرقة العام الماضي من إجمالي 164 فرقة من مدارس المحافظة وجامعة السويس مشاركة من المحافظة.

وذكر إن أبنائه الطلاب شاكوا في المسابقة بأمريكا 3 مرات، الأولى في 2016 وحصدوا المركز الثالث، عن مشروع لإنتاج البيوديزل من الطحالب وإعادة تدوير المخلفات واستخدامها كسماد، وفي عام 2017 حصدوا المركز الرابع، وفي 2018 حصدوا المركز الثاني، وشاركوا العام الحالي لكنهم لم يحصدوا مركز متقدم.

كما شارك الطلاب في أولمبياد العباقرة بأمريكا، مثلوا مصر 4 مرات، وحصلوا على المركز الثاني وميدالية فضية في مرة، ومرة أخرى المركز الثالث وميدالية برونزية.

أما في مجال الروبوت، فيشارك الطلاب في نوعين من الروبوت، هما "فيكس روبوت" و "ليجو روبوت"، والمجال الأول تقام مسابقاته على مستوى الوطن العربي ومن عام 2015 وحتى 2019 يحصد الطلاب المركز الأول في المسابقة، ما أهلهم للمشاركة في المسابقة العالمية للفيكس روبوت في أمريكا.

وأسفرت المشاركات العالمية في مجال الفيكس روبوت، عن حصول طلاب المدرسة على جائزة التميز العام الحالي، وفي العام الماضي حصدوا جائزة لجنة التحكيم، وفي 2017 نال فريق المدرسة جائزة أحسن تصميم.

أما في مجال الليجو روبوت، فمثل الطلاب مصر في المسابقات العالمية التي جريت في الصين وكوستاريكا والهند وتايلاند واسبانيا وبلجيكا، وحصدوا مراكز مختلفة عن تلك المشاركات.


منح جامعة النيل

أوضح مدير المدرسة، أن جامعة النيل التي لا تقبل في الأساس إلا الطلاب المتفوقين بالثانوية العامة، قدمت العام الماضي 20 منحه مجانية لطلاب مدرسة السويس الفنية الصناعية المتفوقين.

وكانت تلك الخطوة بسبب تميز الطلاب وإنتاجهم من المشروعات والذي يكشف تطور تفكيرهم ليسبق بمراحل بعض طلاب الثانوية العامة، وعلق إن 12 طالب فقط استمروا بالدراسة، بينما عاد الآخرون الذين وجدوا صعوبة في التأقلم على الحياة بالقاهرة، وحولوا إلى هندسة البترول في السويس.

وقال إن العام الماضي كان عدد الطلاب الذين تخرجوا من المدرسة 286 طالب وطالبة التحق 190 منهم بكليات الهندسة، لا سيما هندسة البترول والتعدين بجامعة السويس.